الثلاثاء، 23 يوليو 2019

القيم

القيم

معنى " القيم لغة " :
    القيمة: مفرد " قيم " لغة " من " قوم " و " قام المتاع بكذا أي تعدلت قيمته به ".
   والقيمة: الثمن الذي يقوم به المتاع، أي يقوم مقامه، والجمع: القيم، مثل سدرة وسدر، وقومت المتاع: جعلت له قيمة.
  والقيمة في اللغة تأتي بمعان عدة:
-            تأتي بمعنى التقدير، فقيمة هذه السلعة كذا، أي تقديرها كذا.
-            وتأتي بمعنى الثبات على أمر، نقول فلان ماله قيمة، أي ماله ثبات على الأمر.
-            وتأتي بمعنى الاستقامة والاعتدال، يقول تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " أي يهدي للأمور الأكثر قيمة، " أي للأكثر استقامة ".
معنى " القيم " إصطلاحاً:
     نظراً لأن مصطلح " القيم " يدخل في كثير من المجالات، فقد تنوعت المعاني الاصطلاحية له بحسب المجال الذي يدرسه، وبحسب النظرة إليه.
-            فعند علماء الاقتصاد: هناك قيم الإنتاج وقيم الاستهلاك، وكلُّ له مدلوله الخاص.
-            وعند علماء الاجتماع: القيمة هي الاعتقاد بأن شيئاً ما ذا قدرة على إشباع رغبة إنسانية، وهي صفة للشيء تجعله ذا أهمية للفرد أو للجماعة، وهي تكمن في العقل البشري وليست في الشيء الخارجي نفسه.
-            وعند الفلاسفة تعد القيم جزءاً من الأخلاق والفلسفة السياسية.
-            أما المعنى الإنساني للقيمة فيتمثل في أنها هي المثل الأعلى الذي لا يتحقق إلا بالقدرة على العمل والعطاء.
-            وفي الرياضيات تستخدم القيمة للدلالة على الكم لا على الكيف.
-     أما المعنى الفني  لكلمة " القيمة " فهي تجمع بين الكم والكيف، وتعبر عن العلاقات الكمية التي بين الألوان والأصوات والأشكال، فالقيمة الفنية للرسم مثلاً تتألف من النسب بين الظلال والأضواء والألوان.
-     وأما القيمة اللغوية ( وهي غير المعنى اللغوي للقيمة ) فهي قيمة اللغة، وهي لا تتأتَّى إلا في كون الكلمات لها قيمة نحوية تبين معناها ودورها في الجملة وأن الألفاظ لها دلالة قوية تتسم بالعمومية.
-            وهناك من يعرف القيم بأنها مرادفة للاتجاهات والاهتمامات " إلبرت وفيرمان " .
-            وهناك من جعل القيم مرادفة للاهتمامات والتفضيلات " ثورنديك "
-            وهناك من قال بأن القيم يمكن رؤيتها من خلال صور سلوكية أربعة هي:
    جوانب وأشياء مطلقة لها هويتها المستقلة، خصائص الأشياء مادية وغير مادية، مفاهيم تبرز من خلال حاجات الفرد البيولوجية، أفعال تترجم للقيم محل الاهتمام " موريس ".
-            ويرى ( عزيز حنا ) أن القيم عبارة عن تنظيمات تتعلق بالاختيار والفعل وهي مكتسبة من الظروف الاجتماعية.
-     في حين يرى " عطية هنا " أن القيم تنظيمات معقدة لأحكام عقلية وانفعاليه نحو الأشخاص أو الأشياء أو المعاني، سواء كان هذا التقدير ناشئاً عن هذا الشيء بصورة صريحة أو ضمنية.
-     وقد عرف " أبو العنين " القيم بأنها " مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته يراها جديرة لتوظيف إمكانياته، وتتجسد في القيم من خلال الاهتمامات أو الاتجاهات أو السلوك العملي أو اللفظي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
-     كما عُرِّفت القيم بأنها " مجموعة من القوانين والمقاييس تنشأ في جماعةٍ ما، ويتخذون منها معايير للحكم على الأعمال والأفعال المادية والمعنوية، وتكون لها من القوة والتأثير على الجماعة بحيث يصبح لها صفة الإلزام والضرورة والعمومية، وأي خروج عليها أو انحراف على اتجاهاتها يصبح خروجاً عن مبادئ الجماعة وأهدافها ومثلها العليا " .
     وعرفت القيم:
" القيم مقاييس تحكم بها على الأفكار والأشخاص والأشياء والأعمال والموضوعات والمواقف الفردية والجماعية، من حيث حسنها وقيمتها والرغبة بها، أو من حيث سوئها وعدم قيمتها وكراهيتها".
مفهوم القيم الحضارية:
القيم في اللغة: مصدر بمعنى الاستقامة وقد قال الله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} [الأنعام:161] أي: ديناً مستقيماً لا عوج فيه، وقال سبحانه: {وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البيِّنة:5] قال ابن كثير: "دين الملة القائمة العادلة أو دين الملة المستقيمة المعتدلة"، وتأتي القيم في الاستعمال اللغوي بمعنى الأمر الثابت الذي يحافظ عليه الإنسان ويستمر في مراعاته، كما أنها تدل على الانتصاب والعدل والثبات.
أما في اصطلاح الناس فإن القيم: مجموعة المعايير والأحكام النابعة من التصورات الأساسية للإنسان فتكون لدى الفرد والمجتمع سلوكيات واهتمامات مؤثرة في حياتهم (هذا على سبيل العموم).
أما القيم في المصطلح الإسلامي: فإنها تلك التصورات والمفاهيم الصحيحة للكون والإنسان والحياة المستنبطة من خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، وهي التي يتميز بها المسلم عن غيره من الناس.
ومن خلال تعريفنا للقيم الحضارية الإسلامية نلاحظ أننا نربطها بمصدرها الأساسي الذي هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقيم الإسلام وحضارته مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
كما أن القيم الإسلامية تمتاز عن غيرها بالشمول والتكامل؛ فهي شاملة كاملة تنظم علاقة الإنسان بالكون والحياة وبربه وتنظم علاقته مع بني جنسه، وكذلك تقوم هذه القيم على التوحيد وإفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية والملك والتدبير والتحليل والتحريم، وتقوم أيضاً على العدل والمساواة وعلى مبدأ الوسطية والاعتدال: وسطية ليس فيها غلو في جانب الماديات ولا غلو في جانب الروح، وسطية ليس فيها غلو في جانب الدنيا ولا في جانب الآخرة، وسطية ليس فيها غلو في حقوق الفرد ولا غلو في احتياجات الجماعة المسلمة، أما حضارات اليوم فلا تخلو من تطرف وغلو في واحد من هذه الجوانب، فهي إما حضارات مادية بحتة أهلكت جانب الروح أو حضارات روحية بحتة أهلكت جانب المادة، أو حضارات اهتمت بالدنيا وألغت الآخرة أو العكس اهتمت بالآخرة ببدع ورهبانية وألغت الدنيا.
وتتميز القيم الحضارية الإسلامية أيضاً: بأنها مستمرة وعامة؛ لأن الذي أوجدها وشرعها وأمر بها هو الله الذي لا تخفى عليه خافية.. الذي يعلم ما يصلح الكون والحياة.
كما تتميز أيضاً: بالمرونة التي تجعلها صالحة لكل زمان ومكان، وهي مع ذلك تراعي جانب الثبات وجانب المرونة، أما قيم اليوم فقد تغيرت وتبدلت فما كان حراما ًبالأمس صار حلالاً اليوم وهكذا؛ لأنها لا ثبات فيها ولا مرونة، وكذلك فحضارات اليوم متناقضة من مكان لآخر ومن وقت لآخر؛ لأنها نتاج أفكار البشر المجردة.

المصادر:

فؤاد علي العاجز، عطيه العمري، "القيم وطرق تعلُّمها وتعليمها:القيم والتربية في عالم متغير"، مؤتمر كلية التربية والفنون والمنعقد في جامعة اليرموك في الفترة من 27-29/7/1999 إربد، الأردن.

http://olamaa-yemen.net/main/articles.aspx?selected_article_no=3517


ليست هناك تعليقات: