الخميس، 25 أبريل 2019

مستقبل التعليم والتدريب في ليبيا، (شكل التعليم في المستقبل )م. فهيمة الهادي الشكشوكي اللجنة الدائمة للتربية 17/4/2019

مستقبل التعليم والتدريب في ليبيا
م. فهيمة الهادي الشكشوكي- مركز المعلومات والتوثيق - وزارة التعليم
اللجنة الدائمة للتربية
ورشة عمل: مخرجات التعليم والتدريب وعلاقتها بسوق العمل في ليبيا
"فعاليات جديدة لحلول وبرامج تنفيذية"
17/4/2019
اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم / طرابلس - ليبيا

المستخلص
تتميز طرق التدريس التقليدية باختفاء عنصر التفاعل الحقيقي بين المدرس والطالب إلا ما ندر، وذلك نتيجة لكثرة المتعلمين في الصف الواحد، وبسبب الفروق الفردية بين الطلاب؛ فإن المستوى العلمي الذي يتحدث به المدرس في الفصل والسرعة التي يعرض بها أفكاره لا يمكن أن يتم استيعابها بالتساوي من جميع الطلاب، بالإضافة إلى انعدام التفاعل الحقيقي بين المدرس وبين كل طالب من طلاب الفصل، فالفجوة تكمن بين النظرية والتطبيق، فالنظرية تؤمن بوجود الفروق الفردية بين الطلاب في حين أن التطبيق الناتج عن إتباع طرق التدريس التقليدية ينكر ذلك عندما يفترض من الجميع أن يتعلموا المقدار ذاته بالسرعة نفسها وتحت موجة الإرسال نفسها الصادرة عن المدرس. فيضيع الكثير من المتعلمين بين حقيقة النظرية وسوء التطبيق.
ويتوقف مفهوم التدريس على تعريف عمليتي التعليم والتعلم، وهذا يعني أنه لا توجد استراتيجية واحدة أو شكل واحد للتدريس لاختلاف شروط ومبادئ اكتساب أوجه التعلم المختلفة، كما أن عملية التدريس تتوقف على عدة عوامل، أهمها: الأهداف التعليمية، وطبيعة المادة التعليمية والمجال الدراسي، وطبيعة المتعلمين وخصائصهم، والإمكانات المادية المتاحة للتدريس، ومعتقدات القائمين على العملية والفلسفة التربوية التي تحكم المؤسسة التعليمية، ونظريات التعلم  التي تطبق، وتبني أحد الخيارات عن مفهوم التعليم والتعلم : هل التعلم مجرد اكتساب معلومات؟ أو هو عملية تلقين معارف وخبرات غير مباشرة؟ أو هو التدريب على بعض العمليات؟ أو هو تغيير في السلوك الإنساني؟ أو هو تنظيم المواقف وتوجيه الطلاب نحو كيفية الإفادة من هذه المواقف؟ أو هو اختيار أهداف واستراتيجيات تؤدي إلى تحقيق الأولى –أي الأهداف- ثم ترجمتها إلى سلوك وأعمال، ثم تقويم مدى نجاح هذا السلوك في الوصول إلى تلك الأهداف؟
كل تلك التساؤلات مجتمعة إجابتها بنعم وهي مقدمة لتأكيد الفكرة السائدة اليوم هي أن أطفال العصر الحاضر يجب إعدادهم للمجتمع الجديد مجتمع الحاسوب والمعلومات والذي يوجب على مسؤولي التعليم وواضعي المناهج والمقررات والقائمين على العملية التعليمية إيجاد التكامل بين الحاسوب والتعليم لإعداد الأجيال الناشئة المؤهلة للتعامل مع بيئة المستقبل، وتأني هذه المشاركة كمحاولة لرسم صورة ذهنية إلى ما ينبغي أن يكون عليه التعليم في ليبيا، وتوطئة للخوض في دراسة معمقة بعنوان "مستقبل التعليم في ليبيا سياسات وأنماط".




مستقبل التعليم والتدريب في ليبيا
م. فهيمة الهادي الشكشوكي - مركز المعلومات والتوثيق - وزارة التعليم
اللجنة الدائمة للتربية
ورشة عمل: مخرجات التعليم والتدريب وعلاقتها بسوق العمل في ليبيا
"فعاليات جديدة لحلول وبرامج تنفيذية"
17/4/2019
اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم / طرابلس - ليبيا

المحتويات
المستخلص
تمهيد
1-     مقدمة
2-     تطور التعليم بمنظور تاريخي
3-     التطور التاريخي للتعليم عن بعد
4-     مراحل تطور التعليم عن بعد
5-     أعداد المواليد وأعداد المنخرطين في التعليم في ليبيا
6-     النظام التعليمي وتطور معدل الالتحاق في ليبيا
7-     معدل الالتحاق الصافي
8-     فرصة استعمال التقنية في ليبيا
9-     الحاجة الملحة لتطوير التعليم والتدريب في ليبيا
10- الحاجة الملحة لتطوير المعلمين وكليات المعلمين
11- مستقبل التعليم: كيف سيبدو التعلم في غضون ثلاثون عاما
12- تعليم جيد يواكب التطور التقني
1.      ماذا، لماذا، من، متى، أين، كيف، ولمن
13- أثر التقنية والابتكارات التكنولوجية على المتعلمين
14- نماذج لأنماط التعليم في المستقبل
1-     كيف سيبدو التعليم في المستقبل (فيديو مصاحب أثناء العرض التقديمي للورقة)
2-     الواقع الافتراضي
3-     الواقع المعزز
15- الخلاصة / التوصيات / خاتمة

تمهيد
إن التعليم عملية تزويد خبرات ومعارف – طرفيها الرئيسيين معلم، وطالب وهو عملية إعادة صنع تلبي متطلبات الفرد المتعلم ليفي بمتطلبات المجتمع، والمجتمع يتحرك بتحرك التطور الاقتصادي المعتمد على أنظمة المعلومات من هنا جاءت أهمية تطوير أسلوب التعليم والتعلم ليناسب جيل اليوم.
اتجه القول بأنه  إذا ظل التعليم بشكله التقليدي أنتج جيل يبحث عن التعليم -الذي يفرضه التطور الاقتصادي على مستوى العالم اليوم- خارج حدود المؤسسة التعليمية[1]، الأمر الذي يتطلب البحث عن وسائل جديدة لتحقيق أهداف التعليم ونقل المعرفة للمتعلمين بالشكل الذي يطلبه عصر المعلومات وعصر انفجار المعرفة.
ومواكبة للتطور في تقنية المعلومات والاتصالات وتمشياً مع متطلبات العصر، كان لابد من إيجاد وسيلة يمكن للطالب استخدامها للحصول على أكبر قدر من المعلومات، وبسرعة تمكنه من ملاحقة التطور[2]. والحاسوب بقدراته الكبيرة كان الوسيلة المطلوبة، بل من أهم وسائل التعليم الإلكتروني.

كثيرا ما يتبادر إلي الذهن هذا السوال: "ما هي الاستراتيجية الوطنية للتعليم والتدريب والهدف الحقيقي من التعليم في الوقت الحالي في ليبيا؟ هل هو للحصول على مخرجات تساهم في تطوير التقنية وتنتجها؟، أم الاكتفاء بانتاج مستخدمي مهرة للتقنية". قطعا سيجذبنا الشق الأول من السؤال ويكون ردنا: "نحن بحاجة لأن تكون مخرجات التعليم تساهم في تطوير التقنية وانتاجها واستخدامها بمهارة" وهذا الأمر يقودنا الى التفكير الجاد في مراجعة النظام التعليمي والتدريبي وتحليله وتطويره وتجويده (ضمان جودته) بالشكل الذي يلبي المتطلبات المستقبلية والحصول على مخرجات تنافسية لتلبية الاحتياجات المحلية لتغذية سوق العمل وضمان فرص عمل للجميع بالداخل والخارج أو خلق هذه الفرص ذاتيا عن طريق المبادرات وتنفيذ مشروعات صغرى، متوسطة، وكبرى.

1-    مقدمة
أن قوة الإنسان في العقل؛ وبحسب نظرية افلاطون في تقسيم قوة الإنسان[3] إلى ثلاث قوة العقل ومصدرها الرأس، وقوة الغضب ومصدرها الصدر، وقوة الشهوة ومصدرها البطن)،  حتى أن الدول الاستعمارية عندما تفكر في الاحتلال أول ما تقوم بهدمه أو حرقه هو التعليم والمكتبات للسيطرة على الإنسان والتغلب عليه.
وبتتبع حركة التعلم منذ بدء الخليقة إلى وقتنا هذا تنجد أن الوسيلة تنوعت والأداة والمكان بتنوع الزمان، فتعلم الإنسان من الغراب كيف يواري سوءة أخيه، وتعلم من أسرته القيم، وتعلم من رجال الدين تعاليم الدين والرسالات السماوية، وتعلم من مدرسيه في المؤسسات التعليمة كيف يكون متخصصا في أحد المجالات.
ولتعريف ماهية التعليم والتدريب والتي يكثر النقاش حولها والفرق بينهما فالموضوع لا يستحق العناء فكل معلم هو مدرب، وكل مدرب هو معلم، والذي يختلف ويتنوع هو نظريات التعلم.
فهناك:
1-    نظرية التعلم الشرطي.
2-    ونظرية التعلم بالمحاولة والخطأ.
3-    ونظرية التعلم بالتبصر – عمق النظر.

وحيث أنه لا يتسع المجال هنا إلى التعمق في الجانب النظري، ننتقل بقفزة سريعة من عرض تطور التعليم بمنظور تاريخي، إلى عرض التطور التاريخي لعرض التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد والتعليم الافتراضي الشائع في هذا العصر.

2-    تطور التعليم بمنظور تاريخي:
إن تاريخ التعليم جزء من التدريس والتعلم في الماضي والحاضر. كل جيل، منذ بداية الوجود البشري، يسعى إلى تمرير القيم الثقافية والاجتماعية والتقاليد والدين والمعتقدات والأخلاق والمعارف والمهارات للجيل القادم. وتعرّف انتقال الثقافة بالتثقيف المعروف أيضا انكولتوريشن[4]، وتعلم القيم الاجتماعية بسلوكيات التنشئة الاجتماعية.
معظم تاريخ البشرية يكمن في مرحلة ما قبل التاريخ، وهي فترة ما قبل استخدام الكتابة وقبل كتابة التاريخ.  في تلك المرحلة كان التعليم معظمه شفويا، ومن خلال المراقبة والتقليد. وكانت المعتقدات، والقيم والتقاليد والمعارف المحلية تتناقل شفويا من جيل لآخر عبر الأشخاص. وتم التعبير عن بعض أشكال المعارف التقليدية من خلال القصص والأساطير، الفولكلور، والطقوس والأغاني، دون الحاجة إلى نظام الكتابة. وتشمل الأدوات المساعدة في هذه العملية الاستخدامات الشعرية مثل القافية  والجناس.
وفي مرحلة المجتمعات التي كانت ما قبل القراءة والكتابة، كان التعليم يحصل شفويا أو من خلال المراقبة / الملاحظة. وتعلم الشباب بطريقة غير رسمية من الوالدين والأسرة الممتدة والأجداد. وفي مراحل لاحقة من حياتهم تلقوا التعليمات العلمية في طابع أكثر تنظيماً ورسمية ،والتي ليست من الضرورة أن تنقل من خلال الأقارب، في ما يخص الدين أو العبادات.
وبينما أصبحت العادات ومعرفة الحضارات القديمة أكثر تعقيدا أصبح نقل العديد من المهارات من خلال شخص مدرب في عمل ما مثل: تربية الحيوانات وصيد الأسماك، وإعداد الطعام والبناء، والمهارات العسكرية والعديد من المهام الأخرى.
وكانت التقاليد الشفوية هامة وتحفظ وتكرر في معظم المجتمعات، ولم يكن هناك جهل في الكتابة والقراءة بل أنها كانت محدودة للغاية. وكان يصاحب محو الأمية في مجتمعات ما قبل الصناعة مع الإدارة المدنية، أو القانون أو التجارة كان التعليم الرسمي في محو الأمية متاحا غالباً لجزء معين من المجتمع، سواء في المؤسسات الدينية  (بما يعرف بالكُتّاب) أو في مناطق بعيدة للأثرياء الذين يستطيعون تحمل أعباء تكاليف التعلم.
ويعد التعليم الابتدائي لجميع الأطفال، والتعليم في مجال محو الامية تطورا حديثا، لم يحدث في كثير من البلدان حتى بعد 1850.وحتى اليوم، تعد معدلات محو الامية في بعض أجزاء من العالم، هي 40 إلى 60 في المائة (على سبيل المثال، في مصر،باكستان، وبنغلاديش). فالمدارس والكليات والجامعات ليست فقط الشكل الرسمي للتعليم والتدريب في الماضي. والعديد من المهن تتطلب التدريب الإضافي، وفي أوروبا، منذ العصور الوسطى حتى الآونة الأخيرة، لم يتعلموا المهارات التجارية في الفصول الدراسية وإنما من خلال العمل على التدريب المهني. وفي أيامنا هذه فالتعليم الرسمي يتألف من التعليم المنهجي، والتدريس والتدريب المهني من قبل المعلمين وهو يتألف من تطبيق علم أصول التدريس وتطوير المناهج.

3-    التطور التاريخى للتعليم عن بعد:
بدأ في القرن التاسع عشر تحت اسم التعليم بالمراسلة وكان هدفه الربح، فكان يُرسل المحتوى التعليمى عبر البريد لغير القادرين على المواظبة على حضور الفصول التعليمية التقليدية. وفى عام 1883 قامت كلية Chautauqua College of Liberal Art  بنيويورك بإعطاء درجات علمية[5]. وفي عام 1892 تم تأسيس أول جامعة متخصصة للتعليم بالمراسلة، لذا فهى الجامعة الأولى للتعليم عن بعد. وقد كان الدارسين يقومون بعمل واجباتهم ثم إرسالها للتصحيح من قبل المدرسين. لكنه كان يُنظر للشهادات الممنوحة لهؤلاء الطلاب بنظرة دونية عن الدارسين بالصفوف التقليدية. بدأ إستخدام التقنية الحديثة مثل التلفاز والراديو في سنة 1970. وقد تم تأسيس أربعة جامعات وأكثر من عشرون جامعة حول العالم لهذا الغرض. وتعتبر جامعة (NYSES) أول جامعة أمريكية مفتوحة يتم تأسيسها بناءا على رغبة الدارسين. ثم تطور الأمر ليتم الإستعانة بالتلفاز لعرض الدروس التعليمية. وتم أيضا استخدام أشرطة الفيديو في التعليم الذي كان له أبلغ الأثر فى الإستيعاب أكثر من الكتب الدرسية التقليدية.
4-    مراحل تطور التعليم عن بعد:
1.    مراكز التعليم الليلية.
2.    التعليم عن طريق المراسلة البريدية.
3.    عن طريق المذياع.
4.    عن طريق التلفاز والفيديو كوسائل مرئية.
5.    عن طريق المذياع أو التلفاز التفاعليين: حيث يحقق التفاعل والتواصل الجيد بين المعلم والطالب.
6.    التكنولوجيا الرقمية مثل الحاسب الآلي، كما هو الحال الآن.

ونتجه هنا إلى تقدير الحاجة لتخطيط التعليم الجيد والتوسع فيه من واقع ما يلي:
5-     أعداد المواليد وأعداد المنخرطين في التعليم في ليبيا:

لمحة عن تطور أعداد المواليد وأعداد المنخرطين في التعليم (معدل الالتحاق)
تطور عدد المواليد
الشكل رقم (1) يبين اتجاهات عدد المواليد خلال الفترة 1990 – 2011 نلاحظ من الشكل التالي تزايد أعداد المواليد من العام 1998 إلى العام 2011 ، فمواليد العام 2002 هم مدخلات التعليم الجامعي للعام الحالي، ومواليد الأعوام 2007 - 2011 هم تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي (الابتدائي).



الشكل رقم (1) يبين اتجاهات أعداد المواليد
المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط

وحيث أن أعداد المواليد في تزايد الأمر الذي يتطلب من وزارة التعليم الإعداد إلى زيادة عدد الفصول التعليمية والمؤسسات التعليمية الجديدة، ومراجعة الحاجة للمعلمين وإعدادهم الإعداد الجيد من حيث الكم والنوع، والتخطيط الكامل للتعليم العالي بشقيه الأكاديمي، والمهني والتقني فالمتوقع أن تصل نسبة الشباب إلى 18.21 % في العام 2025، كما هو مبين بالجدول رقم (1) الذي يبين تطور أعداد الشباب للفئات العمرية (15 – 25)، أمام تعداد سكاني يصل إلى 6968786 نسمة في العام نفسه.
جدول رقم (1) يبين التطورات الحالية والمتوقعة لعدد فئة الشباب في مجموع السكان الليبيين للفترة (1995 – 2025)
التطورات الحالية والمتوقعة لعدد فئة الشباب في مجموع السكان الليبيين للفترة ( 1995 - 2025 )
فئات السن
1995
2006
2010
2015
2025
15
124393
114241
116050
121460
120472
16
118054
114162
113927
117792
116308
17
115822
114747
116937
122679
118533
18
113700
115881
118145
124007
118012
19
110504
113995
116296
110100
110810
20
108038
115654
118145
114425
113413
21
104443
114866
117545
112389
111002
22
102258
111116
113589
115124
114420
23
99667
114585
119689
116255
116015
24
93121
117066
120306
115782
115257
25
88590
115890
119202
115194
114347
مجموع الشباب
1178589
1262203
1289831
1285207
1269089
المجموع الكلي للسكان
4389739
5298152
5702082
6185242
6968786
نسبة الشباب
26.85
23.82
22.62
20.78
18.21
المصدر: دراسة غير منشورة - وزارة التخطيط[6]




6-    النظام التعليمي وتطور معدل الالتحاق في ليبيا:
يبين الشكل الرقم (2) النظام التعليمي من رياض الأطفال، التعليم الأساسي، والثانوي، والتعليم التقني والفني، إلى التعليم الجامعي والعالي، حيث تعد مخرجات كل مرحلة من هذه المراحل الموصلة مدخلات المرحلة التي تليها، ومدخلات سوق العمل عند التخرج من المراحل المنتهية منها.





  

شكل رقم (2) يبين النظام التعليمي في ليبيا[7]
المصدر: تقرير غير منشور إدارة التخطيط والاستراتيجيات


7-    معدل الالتحاق الصافي:
  الالتحاق الصافي هو عدد الطلاب الملتحقون بالنظام التعليمي ممن أعمارهم بين ( 6 – 24 سنة ) منسوبا إلى مجموع السكان في السن المدرسية ( 6 – 24 سنة )[8]، وفي هذا السياق توضح بيانات الجدول رقم (2) والشكل البياني رقم (3) أن معدلات الالتحاق الصافي في نمو مستمر ونلاحظ أن العام 2015/2016 وصلت معدل الالتحاق إلى مستوى مرتفعاً جداً وهو ما يشكل الحدود القصوى للالتحاق الصافي، وكذلك من خلال الشكل رقم (4) الذي يبين تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الثانوي والجامعي بين الجنسين من الفئات العمرية 15 – 24، لوحظ أنها في تزايد مستمر وبنحو مرضي تماما، وهذا ما يؤكد تزايد الطلب على التعليم من قبل الجنسين.

جدول ( 2 ) معدلات الالتحاق الصافي بالتعليم الاساسي  حسب النوع  للفترة 1990 - 2015
السنة الدراسية
الملتحقون
معدل الالتحاق الصافي
بنين
بنات
المجموع
ذكور
إناث
مجموع
1991 / 1990
427088
402209
829297
85.2
82.7
84.0
1996 / 1995
469165
443607
912772
88.2
85.8
87.0
2001 / 2000
458967
433964
892931
89.5
88.4
89.0
2006 / 2005
458411
438676
897087
93.2
92.8
93.0
2011 / 2010
504920
489017
993937
95.6
96.4
96.0
2016 / 2015
553035
537764
1090799
97.5
98.5
98.0

المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط
ونجد أن من خلال التزايد العددي لفئات الملتحقين بالتعليم الناتج عن دفع  وتشجيع الأهالي ابنائهم على التعلم، الأمر الذي يزيد من مسؤولية وزارة التعليم في تجويد التعليم كحق من حقوق المتعلمين وكذلك تحقيق للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.



الشكل البياني رقم (3) يبين معدلات الالتحاق الصافي للتعليم الأساسي في ليبيا بحسب السنوات 1990-  1991 / 2016-2015
المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط


تكافؤ الفرص في التعليم الثانوي والجامعي


الشكل رقم (4) يبين تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الثانوي والجامعي بين الجنسين من الفئات العمرية 15 – 24
المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط


8-    فرصة استعمال التقنية في ليبيا:
نتمكن من تقدير فرص استعمال التقنية في ليبيا من خلال حالة امتلاكها  بين الناس –انتشارها - ويبين جدول رقم (3)، والشكل البياني رقم (5) حالة امتلاك وسائل الاتصال والتواصل (عدد خطوط النقال والحواسيب الشخصية والانترنت لكل 100 شخص)، وامتلاك وسائل الاتصال والتواصل وانتشارها بين الناس يعد وسيلة من وسائل التعلم، الأمر الذي يتطلب من وزارة التعليم توظيفها كوسيلة من وسائل التعليم والاستعداد إلى المرحلة المستقبلية حيث أن هذه الوسيلة (أي الأجهزة الرقمية) هي خيار المتعلمين أنفسهم.

جدول رقم (3) يبين حالة امتلاك وسائل الاتصال والتواصل (عدد خطوط النقال والحواسيب الشخصية والانترنت لكل 100 شخص)
المؤشر
1999
2002
2007
2008
2013
عدد خطوط النقال لكل 100 شخص
6.3
23.16

99.7
126.7
143
عدد الحواسيب الشخصية المستخدمة لكل 100 شخص
0.1
3.18
-
10.0
46.69
عدد مستخدمي الانترنت لكل 100 شخص
0.1

-
10.6

33.7














المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط






شكل رقم (5) يبين امتلاك خطوط النقال والحواسيب الشخصية ومستخدمى الانترنت لكل 100 شخص للسنوات 1999 –2013
المصدر : تقرير غير منشور وزارة التخطيط

9-    الحاجة الملحة لتطوير التعليم والتدريب في ليبيا:
1.     تدني الجودة
2.     ضعف تكوين وتأهيل المعلم في التعليم قبل الجامعي
3.     الأساليب التقليدية في الإدارة والتعليم.
4.     الطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم مما يتطلب ميزانيات كبيرة من الدولة.
5.     ضعف التواصل مع تجارب العالم المتقدم.
6.     تطبيق بعض التجارب المقتبسة بشكل موسع دون تجربتها محليا بشكل مرحلي.
7.     كبر مساحة ليبيا وتباعد التجمعات السكانية عن بعضها البعض خاصة في الوسط والجنوب الليبي[9] ومحاولة توصيل التعليم للجميع.

10-  الحاجة الملحة لتطوير المعلمين وكليات المعلمين:
1.     هناك زيادة كمية في عدد المعلمين ونقص نوعي (وبعضهم غير مؤهل تربويا).
2.     تعرض مؤسسات إعداد المعلمين إلى تغيرات من الدمج أو الإلغاء أو الاستحداث من جديد.
3.     إزدواجية معاهد وكليات إعداد المعلمين وكثرتها[10]واحيانا لا حاجة لها في بعض المناطق القريبية من بعضها البعض.
4.     فلسفة إعداد المعلم تحتاج إلى تطوير وتحديث على ضوء تطور العلم والتقنية الحالية.
5.     البنية التحتية التعليمية متواضعة مثل المعاهد والمكتبات والوسائل السمعية البصرية.
6.     نقص البرامج والنشاطات الثقافية والاجتماعية وورش العمل والدراسات والتجارب الميدانية.
7.     نقص دورات التأهيل وإعادة التأهيل المعلمين في الخدمة.
8.     عدم وجود معايير لقبول الطلاب في كليات المعلمين فهم غالبا من ذوي النسب المتواضعة في امتحانات الشهادة الثانوية، فأصحاب النسب العالية يذهبون إلى كليات أخرى مثل الطب والهندسة وتقنيات المعلومات واللغات والقانون.
9.     لا تزال طرق التدريس تقليدية وتخلو من المشروعات الميدانية والتجارب الجديدة

11-  مستقبل التعليم: كيف سيبدو التعلم في غضون ثلاثون عاما:
ابرز المحاور التي تدور عليها سياسات تطوير التعليم:
·        الترابط والتفاعل بين النظام التعليمي وأنظمة وأنشطة المجتمع، وذلك من أجل خدمة أغراض التنمية الشاملة، وتحقيق التنمية المستدامة.
·        الارتقاء بالمستوى المهني والمهاري لجميع العاملين في قطاع التعليم، ورفع مستوى الأداء والانجاز مما يؤدي إلى رفع معدلات الكفاية الداخلية والخارجية فيالنظام التعليمي، بهدف زيادةالانتاجية وخفض التكلفة، وتحقيق الفعالية الاقتصادية.
·        تركيز النظام التعليمي على التطور المعرفي، والنمو الثقافي والحضاري،والتقدم التكنولوجي، حتى يتمكن المجتمع من التنافس في عالم الاقتصادالعالمي (الكوني).
·        تحديث وتطوير البنى التحتية والمؤسسية للنظام التعليمي ليزداد  مردوده الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ويصبح قادرا على الاستجابة بكفاية وفعالية لتحديات الحاضر وإشكالياته، ويواجه
تحولات المستقبل ومحاذيره ويتكيف مع التغير واتجاهات التطور محليا وإقليميا وعالميا.
·        زيادة حجم المشاركة المجتمعية في تخطيط وتمويل وإدارة التعليم تحقيقا لمبدأ التنمية المستدامة التعليم الجيد حق للجميع وأن التعليم شأن مجتمعي.
·        تحقيق التكامل بين حلقات التعليم: العام والفني والجامعي والتقني، وعلى جميع المراحل والمستويات.
·        تحسين عناصر الجودة النوعية في النظام التعليمي، والاهتمام بمدخلاتهاوعملياتها: (الاهداف، المناهج والمواد التعليمية، المعلم وكفاياته التدريسية،منهجيات وأساليب وأدوات التقويم)، وذلك من
أجل إعداد جيل من المبدعين القادرين على الإبداع والابتكار.

12-  تعليم جيد يواكب التطور التقني:
ماذا، لماذا، من، متى، اين، كيف، ولمن:
لتطبيق هذه المحاور الرئيسية وتحقيق تعليم جيد يواكب التطور التقني تتولد لدينا عديد الأسئلة والاستفهامات باستخدام أدوات الاستفهام والاستعلام التالية (ماذا، لماذا، من، متى، اين، كيف، ولمن).

التساؤول هنا كيف سيكون تعليم المستقبل؟ أين سيتعلم الطلبة؟، من هم معلميهم؟، ما هي الأجهزة المستخدمة؟ ما هي أدواتهم.
الواقع سيتعلم الطلبة خارج حجرة الصف الدراسي مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، كما لن تقتصر مهارات التعلم على الورق، بل ستركز على أداء الطلاب في مجالهم، وأجهزتهم المستخدمة.

حيث أن التكنولوجيا تُغير العالم من حولنا بشكل متسارع، فإننا قد نجد كثيرا من البحاث يشعرون بالقلق من أنها ستحتل محل الذكاء البشري. كما أن بعض المعلمين قلقون أيضا من أنه لن يكون هناك طلاب لتدريسهم في المستقبل، لأن التكنولوجيا ستقوم بالعديد من المهمات وتقدم القدرات التي ظلوا يُدرسونها لطلابهم منذ عقود.
تحديدا أن التعليم لن يتلاشى ولكنه سيأخذ أشكالاً مختلفة، كما أن الكتاب لن يتلاشى بل يأخذ صورة رقمية أخرى (افتراضية)،  منها هذه التسعة أشياء التي ستشكل مستقبل التعليم خلال السنوات الثلاثون القادمة، ولعلها تجيب على التساؤلات الواردة فيما سبق.

1-                تنوع الوقت والمكان: (متى؟ أين؟)
سيجد الطلاب الكثير من الفرص للتعلم في أوقات مختلفة، وأماكن متعددة. فأدوات التعلم الإلكتروني تُوفر فرصاً للتعلم عن بعد، وللتعلم الذاتي. كذلك الفصول الدراسية ستصبح معكوسة، بمعنى أن الجزء النظري من المنهج سيتم تعلمه خارج الفصل، بينما الجزء العملي يجب أن يدرس وجهاً لوجه وبشكل تفاعلي.

2-                تعلم مشخصن  Personalized Learning: (كيف؟)
سيتعلم الطلبة بفضل أدوات تعليم تتكيف مع قدراتهم. بمعنى أن الطلبة سيكونون أمام مهمات أصعب قليلاً من المستوى الذي اعتادوا عليه. كما أن الطلبة الذين واجهوا صعوبات في إحدى المواد مثلاً سيتلقون فرصة للتدريب أكثر حتى يصلوا للمستوى المطلوب. وسيصبح الطلبة معززين بشكل إيجابي خلال عملية التعلم الفردية، ونتيجة لذلك سيحصلون على خبرات تعلم إيجابية، كما سيقلل من مقدار فقدان ثقة الطلبة بقدراتهم الأكاديمية. ومن ناحية أخرى ستكون لدى المعلمين رؤية واضحة حول أي من الطلبة بحاجة إلى مساعدة وفي أي مجال.

3-                حرية الاختيار: (لمن؟)
على الرغم من أن كل موضوع يُدرس يهدف إلى الوصول لغرض ما، إلا أن الطريق لهذا الغرض قد يتنوع ويختلف من طالب إلى آخر. كما هو عليه في تجربة التعلم المشخصن، سيكون بمقدور الطلبة تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم. سيتعلم الطلبة بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على رغباتهم. التعلم المدمج، الفصول الدراسية المقلوبة، أحضر جهازك الخاص (BYOD) Bring Your Own Device   كلها عبارات ستشكل المصطلحات المهمة في هذا التغيير.

4-                تعلم قائم على المشاريع: (لماذا؟)
بما أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر. فطلبة اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع، و هذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة. فالطلبة يجب أن يكون لديهم إلمام كاف بالتعلم القائم على المشاريع منذ المرحلة الثانوية. وهذا ممكن عندما تدرس مهارات التنظيم والتعاون و إدارة الوقت كأساسيات تساعد الطالب في مهامه الأكاديمية المختلفة.

5-                خبرة ميدانية / تعلم المهارات: (ماذا؟)
التكنولوجيا بإمكانها المساعدة في تعزيز الكفاية في بعض المجالات، مما سيفسح للمحتوى الدراسي المجال للمهارات التي تتطلب المعرفة الإنسانية والتفاعل وجها لوجه. وبالتالي فالخبرة “الميدانية” سيتم تأكيدها داخل المقررات. وستعمل المدارس على توفير المزيد من الفرص للطلبة لاكتساب مهارات العالم الحقيقي والتي ستؤهلهم لوظائفهم. وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلبة لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية.

6-                تفسير البيانات: (كيف؟)
على الرغم من أن الرياضيات تعتبر واحدة من المهارات الأساسية الثلاثة (القراءة، الكتابة والحساب)، غيرأن الجزء اليدوي من هذه المهارة سيصبح غير ذي أهمية في المستقبل القريب. فأجهزة الكمبيوتر ستقوم بكل التحليلات الإحصائية، وستعمل على وصف وتحليل البيانات وتتنبؤ بالتوجهات المستقبلية. ولذلك فإن تفسير الإنسان لهذه البيانات سيصبح الجزء الأكثر أهمية فيما يتعلق بالمناهج الدراسية المستقبلية. وستصبح المهارة الأساسية الجديدة هي تقديم المعرفة النظرية في أرقام، واستخدام استدلالات العقل البشري لاستنتاج المنطق والتوجهات من هذه البيانات.

7-                الاختبارات ستتغير كلياً: (ماذا؟ / كيف؟)
المنصات التعليمة المفتوحة ستُقيِّم قدرات الطلبة عند كل خطوة. حيث أن قياس كفاياتهم من خلال الأسئلة والإجابات ستصبح غير هادفة أو لن تف بالغرض. وهناك نقاشات عديدة حول الاختبارات المصممة حالياً، فالطلبة يملؤون دفاترهم اليوم وينسون ما فيها اليوم التالي. المربون يشعرون بالقلق من أن الاختبارات لا تقيس بفعالية كفايات الطلبة. كما يمكن قياس المعرفة الحقيقية للطلبة أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدل الحفظ والاستظهار).

8-                مركزية الطالب: (من؟ امن؟)
سوف يصبح الطلاب مشاركين أكثر وأكثر في تشكيل مناهجهم الدراسية. فلكي يتم الحفاظ على منهج مُتسم بالمعاصرة والحداثة والفائدة لابد من مشاركة المهنيين والطلبة في إعداده على حد سواء. وانتقاد الطلبة لمحتوى مناهجهم واتساقها أمر لابد منه لكل المنهج الدراسي.

9-                الإرشاد والتوجيه سيصبح أكثر أهمية: (من؟)
في الثلاثون سنة القادمة، الطلبة سيكونون أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسياً لنجاح الطلبة. سيشكل المعلمون نقطة مركزية في توجيه الطلبة للمعلومات الأساسية بين الكم الهائل من المعرفة ليشقوا طريقهم من خلالها.

13-  أثر التقنية والابتكارات التكنولوجية على المتعلمين:
ولتتبع أثر التغير المتسارع للتقنية على المتعلمين قام أبرز خبراء التعليم بإجراء دراسة استطلاعية بعنوان "التعليم في 2025- الابتكارات التكنولوجية"، وتوصلوا إلى قائمة بالأولويات للمستقبل القريب[11]، ووجدوا أن 34 في المئة من المعلمين شعروا أن العامل الأكثر أهمية يدور حول تعزيز جودة تعليم المعلمين، و17 في المئة أشاروا إلى ضرورة تخصيص تجربة التعليم للطلاب، بينما 13 % أكدوا الاستفادة من التقنيات الحديثة، وفق مجلة "فوربس الشرق الأوسط".
ومن ناحية مستقبل التعليم، يتوقع المشاركون في الدراسة الاستطلاعية أن البيئة التعليمية سوف تتحرر من الصفوف الدراسية، حيث يعتقد 64 في المئة بأن الطلاب في العام 2015 شاركوا في شكل رئيس بالمحتوى المطروح في الصفوف الدراسية، لكن 25 في المئة فقط يعتقدون بأن الطريقة التقليدية هي التي ستهيمن على وسائل التعليم في 2025.
ويتوقع أن يرتفع معدل استخدام تقنيات التعلم عن بعد وفي شكل كبير كوسيلة أساسية للتعليم، إذ يشير 53 في المئة من الخبراء أن تقنيات التعاون عبر الفيديو والأجهزة المتحركة، سوف تكون من الوسائل الأساسية لإشراك الطلاب بالمحتوى التعليمي بحلول 2025
ويعتقد غالبية المشاركين في الدراسة الاستطلاعية أنه سيكون هناك مسارات مهنية واضحة خلال المرحلة التعليمية المدرسية. ويتوقع معظم الذين شملهم الاستطلاع أن دور المعلم سيكون أقل أهمية في الأعوام المقبلة، وسيهيمن دور رواد الفكر وبرامج التوعية التعليمية على وسائل التعليم الحديثة
وهذه الابتكارات خاصة تقنيات الفيديو المتوافرة اليوم، ستيسرللطلاب التحدث مع رواد الصناعة حول تخصصاتهم الدراسية. والتواصل مع الخبراء في أي مكان من العالم وفي أي وقت[12]، بمجرد كبسة زر.

14-  نماذج لأنماط التعليم في المستقبل:
1-    كيف سيبدو التعليم في المستقبل (فيديو مصاحب أثناء العرض التقديمي للورقة)

لمواكبة التطور التقني تقوم المدارس والجامعات بتغيير طريقة التعليم، الذي يجعلها تستخدم برامج حاسوبية وتطبيقات وتقوم بتغييرها لعدم نجاعتها لأنها قوالب ثابتة تخلو من تمكين الطلاب من الابتكار والابداع، كما تضيع السمات الفردية لخبرات المعلمين باستخدامها.
ولسنوات عديدة عدّل المعلمون سُبل استخدام نكنولوجيا الواقع الافتراضي، من أجل تحسين الطريقة التي يقدمون بها المحتوى. وعادة ما يكون "الواقع الافتراضي" بيئة رقمية يقدمها الحاسوب ويستقبل عدة مستخدمين.
يتفاعل المستخدمون من خلالها مع بعضهم، عن طريق صور رمزية لكل منهم، وتسمح هذه العوالم للمعلمين بأن يصطحبوا الطلاب إلى أماكن يستحيل الوصول إليها بشكل آخر، خصوصا في مجال الطب والرياضيات (فيديو مصاحب أثناء العرض التقديمي للورقة).
على سبيل المثال، تسمح بعض العوالم الرياضية والعلمية بتمثيل موضوعات مجردة، من المستحيل تمثيلها بشكل آخر في الحياة الواقعية  بذلك يتم استخدام انظمة المحاكاة كما هو مبين في الصورة رقم (1).


صورة رقم (1) استخدام  نظام المحاكاة
– المصدر: https://abunawaf.com/240217-هكذا-سيصبح-التعليم-بالمستقبل

2-    الواقع الافتراضي  Virtual Reality:
أن من أهم تطبيقات  العوالم الافتراضية يتم استخدامها بشكل جيد لمحاكاة الإجراءات الطبية، والتدريب على العمليات الجراحية دون الخوف من العواقب الكارثية في حال ارتكاب أخطاء أثناء التدريب. عن طريق استخدام برامج خاصة يقوم المعلمين بإنشاء الدروس، والتدريس لعالم افتراضي يسمح للطلاب بإعادة الدروس وتكرارها عدة مرات لتقوية الفهم الأساسي، مما يعمل على جذب الطلاب وتشجيعهم على التعلم دون خوف أو إحراج.


صورة رقم (2) العالم الافتراضي
– المصدر: https://abunawaf.com/240217-هكذا-سيصبح-التعليم-بالمستقبل

وقدم حديثا الباحثون أمثلة عن ملائمة هذه التكنولوجيا للمتعلمين[13]؛ إذا أفادت الدراسات بأنها تحفز الطلاب وتحسن التعاون وبناء المعرفة وزيادة التدريبات داخل الفصل، وبعد ما كان المتعلمون قادرين على الدخول للعالم الافتراضي فقط عبر الحاسوب الشخصي، بات بإمكانهم استخدام أجهزة مختلفة تُوضع على رأس المستخدم؛ صورة رقم (2)، والصورة رقم (3) للحصول على تجربة ثلاثية الأبعاد وأكثر واقعية.



صورة رقم (3) العالم الافتراضي
– المصدر: https://abunawaf.com/240217-هكذا-سيصبح-التعليم-بالمستقبل

3-    الواقع المعزز Augmented Reality:
هو عكس الواقع الافتراضي، الذي يحجب العالم الحقيقي ويكون فيه المستخدم غارقا في تجربة رقمية بالكامل، فإن الواقع المعزز يُركب المعلومات الرقمية على كائنات العالم الحقيقي مستخدما كاميرا الهاتف؛ مثل كاميرا التابلت أو الهاتف الذكي. فالتعليم باستخدام الواقع المعزز يرتكز على المحتوى المعرفي التكنولوجي التربوي حيث أن المعلمين بإمكانهم دمج التكنولوجيا الرقمية بشكل أكثر فعالية من السابق كما هو مبين في الصورة رقم (4)، الصورة رقم (5)، وتوفير منصات مختلفة تسمح لهم بتمثيل المحتوى بطرق مختلفة. وهذا يعني أنه يمكن إشراك الطلاب في أنشطة التعلم الأكثر شمولاً.



صورة رقم (4) : تطبيق الواقع المعزز




صورة رقم (5) : تطبيق الواقع المعزز
المصدر : https://www.tech-wd.com

15-  الخلاصة
ان تطوير التعليم هوعملية مخططة وليس جهدا عشوائيا، فالمطلوب إصلاح جذري لأهداف وهياكل ومضامين وعمليات التعليم حتى تحدث نقلة نوعية في مخرجاته، ولما كانت الجودة النوعية بعناصرها المختلفة هي الغاية المنشودة بذلك تتضح أهمية أن يأتي العمل التطويري مخططا ومفصلا ومبرمجا لكل أدوات وعوامل العملية التعليمية (معلم، المنهج، المحتوى، المقرر، الوسائل، الإدارة المدرسية، البيئة المدرسية، البنية التحتية والمرافق، توفر الانترنت والأجهزة التكنولوجية) وصار من اللازم علينا إعادة التفكير في شكل عناصر العملية التعليمية مجتمعة، مع التمسك بالتعاليم الدينية والحفاظ على الهوية والإرث والموروث الثقافي وبشكل عام الإدراك المعرفي لمفهوم التعليم والتعلم.

16-  التوصيات
1.     إعادة التخطيط أو بدء دورة أخرى من التخطيط الاستراتيجي ورؤية مستقبلية أخرى تستوعب كل الدروس المستخلصة من الحقبة الزمنية السابقة.
2.     إعادة صياغة نظام تعليمي يستثمر انجازات الماضي، ويتخطى إشكاليات وصعوبات الحاضر ويستشرف المستقبل ويخطط له.
3.     التخطيط إلىتحقيق تعليم افضل لاعداد أكبر.
4.     حشد الطاقات وتعبئة الجهود والموارد واشراك  الكفاءات لتحقيق تعليم جيد متميز تكون مخرجاته ذات كفاية تنافسية على المستوي المحلي والدولي.
5.     رفع كفاية العاملين في مؤسسات التعليم وتدريبهم تدريبا مستمراًعلى استيعاب التقنية (التكنولوجيات الحديثة) واستخدامها.
6.     ادخال التكنولوجيا في التعليم كوسيلة للتعلم وليست كغاية، والعمل على تهيئة المدارس لتواكب التكنولوجيات المعتمدة في التعليم.
7.     حسن استخدام الموارد وتوجيهها توجيها سليما، وخفض معدلات الانفاق على التعليم، من خلال تحديدالأولويات بما يكفل عدم حدوث أي هدر للامكانيات والميزانيات المخصصة للتعليم.
8.     توفير المعلومات وتوظيفها في التخطيط التعليم - بدعم الجهات المختصة: مركز المعلومات والتوثيق التابع لوزارة التعليم - لتحسين مخرجاته.
9.     انشاء مجلسيهتم بشؤون التعليم ما قبل الجامعي لمساندة كافة الجهود المبذولة للارتقاء بالعملية التربوية، ومجلس يهتم بشؤون التعليم العالي والجامعي وافساح المجال امام الخبراء والمختصين في التعليم لتقديم الاستشارات ونقل خبراتهم، لأن التعليم هو الاستثمار الأمثل والأبقى ولذلك يجب أان يصبح القضية المشتركة للجميع.
10.      استحداث هياكل جديدة على مستوى وزارة التعليم تختص بالتخطيط وإعداد ونشر تكنولوجيات وتطبيقات التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد والقنوات التعليمية.

خاتمة:
التعليم الرقمي (الواقع الافتراضي، والتعليم المعزز)، هو المرحلة التي يجب أن نستعد لخوضها والانخراط فيها، لضمان مخرجات تنافسية تساهم في صنع التقنية دونما الاكتفاء باستخدامها بمهارة، ففي المستقبل الطلاب هم من سيحدد شكل الوسيلة التعليمية التي سيتجهون لاستخدامها "علموا أولادكم على غير شاكلتكم فهم مخلوقون لزمان غير زمانكم).



المراجع:
1-     م. فهيمة الهادي الشكشوكي، "لماذا الكتاب الإلكتروني؟"، ورشة عمل إقليمية حول الكتاب الإلكتروني: صناعته ومعوقات استخدامه، طرابلس 12– 15/11/ 2006.
2-     م. فهيمة الهادي الشكشوكي، "آفاق التعلم عن بُعد في الجامعات الليبية"، ندوة التعليم العالي والتنمية في ليبيا، طرابلس 26– 28/4/ 2004.
3-     رفعت الشامي، موسوعة العلم والفن في التعليم والتدريب، المجلد الأول، قرطبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2006.
5-     https://www.study-in-swiss.com/.
6-     المصدر: دراسة غير منشورة - وزارة التخطيط ، أ. على الشريف الخبير بالوزارة.
7-     تقرير غير منشور، مشروع الإصلاح الوطني 2017 – 2018 إدارة التخطيط والاستراتيجيات – وزارة التعليم.
8-     تقرير غير منشور وزارة التخطيط/ أهداف التنمية للألفية في ليبيا2015-1990  الواقع والمستقبل.
9-     د. علي الحوات، الهيئة العامة للمعلومات، مشروع التقرير الوطني الخامس للتنمية البشرية 2017، المحور واقع التعليم والتدريب.
10- د. علي الحوات، الهيئة العامة للمعلومات، مشروع التقرير الوطني الخامس للتنمية البشرية 2017، المحور تحديات بناء قدرات المعلم.
12- https://abunawaf.com/240217-هكذا-سيصبح-التعليم-بالمستقبل.



[1]م. فهيمة الهادي الشكشوكي، "لماذا الكتاب الإلكتروني؟"، ورشة عمل إقليمية حول الكتاب الإلكتروني: صناعته ومعوقات استخدامه
، طرابلس 12–15/11/ 2006.
[2]م. فهيمة الهادي الشكشوكي، "آفاق التعلم عن بُعد في الجامعات الليبية"، ندوة التعليم العالي والتنمية في ليبيا، طرابلس 26– 28/4/ 2004.
[3] رفعت الشامي، موسوعة العلم والفن في التعليم والتدريب، المجلد الأول، قرطبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2006
[4]https://ar.wikipedia.org
[5]https://www.study-in-swiss.com/
[6]المصدر: دراسة غير منشورة - وزارة التخطيط ، أ. على الشريف الخبير بالوزارة
[7] تقرير غير منشور، مشروع الإصلاح الوطني 2017 – 2018 إدارة التخطيط والاستراتيجيات – وزارة التعليم.
[8] تقرير غير منشور وزارة التخطيط/ أهداف التنمية للألفية في ليبيا2015-1990 الواقع والمستقبل

[9] د. علي الحوات، الهيئة العامة للمعلومات، مشروع التقرير الوطني الخامس للتنمية البشرية 2017، المحور (1.6) واقع التعليم والتدريب
[10]  د. علي الحوات، الهيئة العامة للمعلومات، مشروع التقرير الوطني الخامس للتنمية البشرية 2017، المحور (1.6) تحديات بناء قدرات المعلم
[11]http://www.alhayat.com/article/789475
[12] المرجع السابق
[13]https://abunawaf.com/240217-هكذا-سيصبح-التعليم-بالمستقبل